افتتاح مركز جابر الأحمد الصباح الثقافي «دار الأوبرا» لم يكن بالأمر الاعتيادي، حيث إنه فاق كل التوقعات من تنظيم ودعوة شخصيات فنية مرموقة وجودة ملحوظة للمبنى الذي يليق باسم الكويت، فلقد اعتدنا أن نرى مشاريع على ورق أو مشاريع انتهت بأخطاء هندسية لا تغتفر مما جعلنا متشائمين عند طرح أي مشروع في الكويت لأننا نعلم سلفا ماذا سيحدث بعدها.
عندما تعود بنا الذاكرة عن الكويت قبل الغزو العراقي الغاشم أول ما نتذكره هو الفنون الكويتية الجميلة قبل الاقتصاد والعمران وغيرها، وأقصد بالفنون تلك المسلسلات التلفزيونية والمسرحيات والأعمال الفنية التي خلدت في ذاكرتنا الى درجة انه حتى الجيل الحديث الذي لم يشهد هذه الطفرة الفنية يتحدث عنها وعن جمالها ويتمنى عودتها، وقد تحولت مؤخرا هذه الفنون الى احد وسائل التسويق الناجحة لقوة تأثيرها ومثال على ذلك وضع صور الشخصيات الكويتية المعروفة كديكور للمحلات التجارية وتحولها كمنتجات ناجحة.
يصاحبني قلق لمرحلة ما بعد الافتتاح بعدم متابعة هذا الصرح الثقافي والمحافظة على مستواه لكي يزدهر الفن في الكويت واقول هذا لاننا مررنا بتجارب سيئة في الماضي فبعد إنشاء الكثير من المشاريع يتم إهمالها وتندثر مثلما حصل مع المشروعات السياحية وغيرها.
وفي اعتقادي ان تمت ادارة دار الأوبرا تحت اشراف المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب فسنتنفس الصعداء حيث تابعت أنشطتهم منذ مدة وكانوا في قمة الاحتراف خصوصا بتقديمهم عروض وفعاليات عالية المستوى، بالاضافة الى ذلك يجب التصدي لمحاولات قمع هذه الأنشطة الثقافية بحجة الحرام وما يتناسب مع مجتمعنا الفاضل فهذه المحاولات ستدخلنا في نفق مظلم أشد ظلاما مما نحن فيه فالاسلام لا يحارب الفن.
عندما تظهر الفنون بشكل واضح ومؤثر فذلك دليل على ازدهار الدولة لذلك علينا المحافظة والمضي في تقديم الفنون وتشجيعها، فعلينا ان نتفاءل هذه المرة لأنه قد تكون نقطة انطلاق للتغير نحو الأفضل للمجتمع والدولة فالفن وسيلة مؤثرة لتغيير الوعي، فكم من أغنية وطنية أثرت في مشاعرنا وكم من مسرحية أضحكتنا وقتها وجعلتنا نفكر عميقا بعدها وكم من لوحة تذوقنا جمالها وشعرنا بالحياة.
Twitter: SaqerG