كثير من القراء الذين يداومون على قراءة الكتب طمعا في زيادة الحصيلة المعرفية يعتبرون ان الرواية غرضها التسلية وشغل أوقات الفراغ فقط ولا تصلح لزيادة الحصيلة المعرفية لكونها عبارة عن سرد يصارع فيها بطل الرواية الأحداث من البداية حتى النهاية، وانه لزيادة الحصيلة المعرفية يجب التركيز على كتب العلوم الانسانية والطبيعية فقط، لذلك يتم تجاهل الروايات وعدم اعطائها حقها كأدب مؤثر في الوعي له تاريخ طويل في الفنون.
تحتوي الكثير من الروايات على حقائق علمية أو تاريخية يتم طرحها بشكل يجذب القارئ، فأسلوب القصة له طابع خاص يشد القارئ لمعرفة النهاية بدلا من اعطاء الحقائق بشكل صرف مما يجعل القارئ يمل بعد فترة من القراءة.
وإحدى أشهر الروايات التي أثارت جدلا في الأوساط المسيحية رواية الكاتب دان براون «شفرة دافنشي» التي كانت مبنية على أسرار المسيحية وقد قدم حقائق بطريقة مشوقة، الأمر الذي دعا العديد من الباحثين يدخلون في جدل حول مؤيد ومعارض للحقائق التي تم طرحها في الرواية.
مثال آخر لرواية محلية ناقشت قضية في الكويت بطريقة فنية جميلة هي رواية «وسمية تخرج من البحر» للكاتبة ليلى العثمان التي تتحدث عن نظرة المجتمع للفتاة التي تقع في الحب وكيف آثرت بطلة الرواية في النهاية الموت على مواجهة المجتمع. هذا النوع من الروايات كفيل بترك أثر في مخيلة القارئ وتحفيز التساؤلات عن صحة الوضع الاجتماعي انذاك.
رغم الأمثلة السابقة، قد تكون معظم الروايات مبنية على خيال الكاتب الذي يغذي خيال القارئ ولكن ذلك لا يعني انها خالية من المعنى والتأثير، وليس بالضرورة ان تحتوي الرواية على حقائق علمية او معلومات حتى تكون ذات قيمة بل المشاعر والصراعات النفسية التي تحملها الرواية كفيلة بوضع تأثير عميق على القارئ.
كما أن الروائي يعتمد على توثيق الأحداث في محيط وزمن معين، الأمر الذي يصبح ذا قيمة للقراء الذين يعيشون في مكان وزمان مختلف عما تذكره الرواية.
والرواية شأنها شأن أي كتاب، يوجد منها الجيد والسيئ، الفني والتجاري، لذا للقارئ حرية الاختيار فيما يقرأ ولكن وضع الرواية في الزاوية الضيقة للترفيه يقلل من شأنها فهي أحد أنواع الأدب الذي يساهم بزيادة الحصيلة المعرفية ولكن بأسلوب مختلف.
Twitter: SagerG