التنشئة الاجتماعية للطفل تقوم على أربع قيم تتدرج في الأهمية:
٭ تعظيم العبادة
٭ قدسية التعليم
٭ تعزيز الهواية
٭ الترفيه
أولا: لابد على كل أسرة تعظيم العبادة وغرس أهميتها في نفوس الأبناء، يقول الله عز وجل (وما خلقت الجنّ والإنس إلا ليعبدون) ـ الذاريات: 56، فالعبادة لها معجزة تربوية بقدرة عزيز قدير على النفس البشرية، فالحرص على العبادة واتقانها لها مردود ايجابي على نفس الطفل حيث الرزانة والسكون والهدوء النفسي والوقار والاتزان وتعزيز الجانب الأخلاقي والسلوكي، وهذا ما يفتقده الآباء والأمهات في أبنائهم اليوم، وما يقلق العامة من تلك التصرفات الطائشة قبيل الجيل الحالي، والسبب ترك أهم قيمة نفسية واجتماعية لدى الطفل ألا وهي تعظيم العبادة بالدرجة الأولى.
ثانيا: قدسية التعليم: لعل ما يحدث في عالمنا العربي من تخلف وتراجع تربوي تعليمي من مناهج وطرق تدريس تحبط عملية التعليم وحبه في نفوس أبنائنا، ويأتي دور الأسرة في المقدمة في ذلك، حيث غرس قدسية التعليم وهيبته في نفس الطفل له الأهمية العظيمة التي بدورها تخلق منه بادرة مبدعة، وذلك من خلال اهتمام الوالدين في ترسيخ تلك القيمة من خلال الحوار والاقناع والقدوة الحسنة والمبادرة في الاهتمام بالطفل في هذا الشأن، حيث على الوالدين تشجيع الطفل على التعلم واستغلال فرصة الاجازات خلال السنة بأن يتعلم حرفة أو لغة أو مهنة أو التزود بالثقافة والتبصير على أهمية التعليم لمستقبل أفضل... إلخ، ودائما تذكير الأبناء بقول الرسول صلى الله عليه وسلم «من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة» (صححه الألباني).
ثالثا: تعزيز الهواية من الأمور المهمة، والحذر كل الحذر للوالدين بأن يهملوا جانب تعزيز الهواية لدى الأبناء منذ الصغر وتنميتها، فالهواية لها فوائد على المدى القريب والبعيد، فهي توسع الثقافة ـ وتوسع دائرة المعارف والعلاقات الاجتماعية ـ وتزيد من الذكاء الاجتماعي لدى الطفل ـ كما أنها ترفع من مستوى تحصيله الدراسي ـ بالإضافة إلى الخبرة ـ وزيادة فهم الحياة بشكل أكبر ـ إلى جانب تنشيط خلايا المخ وسرعة الادراك واليقظة، والهواية مهمة في زمننا أكثر من أي زمن آخر، وذلك بسبب الأجهزة الذكية وما فرضته علينا من أسلوب أو نمط حياتي، والانعكاسات السلبية التي انعكست على ابنائنا جراء تلك الوحوش الأليفة الهامدة، فالهواية ضرورية لاحتواء الأبناء من آثار التكنولوجيا السلبية من تلوث اشعاعي وتلف لخلايا الدماغ... وغيرها من الأمور المضرة من الناحية الصحية والنفسية والاجتماعية.
الترفيه: إن التنزه مهم جدا للطفل، ويكتمل البناء النفسي للطفل من خلال اللعب، وإنما ليس التنزه من سينما ـ وألعاب الملاهي ـ والمولات... إلخ، أساسا للبناء الاجتماعي والنفسي للطفل في المقدمة، إن أهمية الترفيه لا تلغى بعين الاعتبار بل بالعكس مهمة، وإنما ليست في مقدمة الأمور المهمة في عملية التنشئة الاجتماعية والنفسية للطفل.
e-mail: [email protected]
twitter: @family_sciences