لا شك أن الوراثة الجينية تلعب دورا كبيرا في طبيعة أفكارنا وسلوكياتنا وطبائعنا عبر أجيال، فالسلوك الانساني مصدرة بيئي جيني، أي ينتج عن تفاعل البيئة مع الجينات الوراثية، وهناك بعض من العلماء الى أنها غير قابلة للتغير، وأنا أقول إنها قابلة للتغير، ما دام الإنسان مخلوقا من صلصال قابل للتشكل، يقول الله عز وجل (خلق الإنسان من صلصال كالفخار) (الرحمن: 14)، لست طبيبة ولا مختصة في علم الجينات الوراثية وإنما أفسرها بطريقة اجتماعية نفسية فلسفية، فلو لوحظ مجرد ملاحظة من شخص عادي من أبناء العمومة ولو نفرض قاطعي رحم ليس بينهم احتكاك وتواصل مستمر، فسنجد أنهم يمتلكون اتجاهات وأفكارا وطباعا وسلوكيات مشابهة لبعضها البعض.
وكتحليل مصور، فإن لكل جينة وراثية عقلا يلون بالخبرات السلوكية والفكرية التي تكون مغروسة باقتناع وإجبار من آباء وأجداد سابقين، فتنتقل عبر أجيال، وهي قابلة للتغير بشكل أفضل بكثير مما نتصور أو العكس ممكن أن تكون بشكل أسوأ مما نتصور.
فالبيئة والمتغيرات الحياتية عبر الأزمنة لها دخل كبير بتغير منظومة السلوك البشري، فمن الملاحظ خلال عشر سنوات مضت ومع ظهور الأجهزة الذكية، وجود دراسات كثيرة اشارت الى أن الجيل الصغير الحالي أكثر ذكاء من أي جيل سابق.
والهدف من المقال هو الوصول إلى معلومة، هي أنه خلال كل حقبة زمنية، بإمكان تلك العوامل الوراثية للعائلة الواحدة أن تتغير أما للأحسن أو للأسوأ، أي عبر كل جيل، ولتعريف الجيل للقارئ هو مرحلة من التعاقب الطبيعية من أب إلى ابن، أي متوسط الفترة الزمنية بين ولادة الآباء وأبنائهم، وقد قدرت مدة الجيل الواحد بـ(ثلاثة وثلاثين سنة).
لعل بعض العلماء يشير الى أنها تغيرات لا إرادية وخارجة عن السيطرة، ولكن بالعكس هي تغيرات يمكن لأعضاء العائلة الواحدة الاتفاق على التغير الجذري للأفضل لجيل أفضل، وذلك بإدخال متغيرات تعمل على تغير التلوين الجيني للسلوك البشري، مثال: ادخال انساب ذات مستوى علمي مثلا أو التركيز على سلوك وراثي محمود، التركيز على نوعية التعليم، التركيز على نمط معين من السلوك الإيجابي.. إلخ، فالتغير الجيني للسلوك يكون على سبيل المثال: زرعوا فأكلنا ونزرع ليأكلوا.
[email protected]
family_sciences@