إن للإحسان شأنا عظيما في الإسلام، وهو أعلى مراتب الإيمان، كما أن المحسنين هم من أصحاب العقول السليمة والشخصية الحكيمة والقلوب الرائعة، وشهر رمضان أحق بالإحسان الكبير، لأنه شهر عبادة، والصوم ليس الامتناع عن الطعام والشراب في فترة معينة من النهار، وإنما الصوم هو انسلاخ المسلم من جميع متع الحياة وشهواتها ونزواتها في هذا الشهر العظيم.
أصبحت الثقافة الرمضانية خاطئة متلونة عند الكثير من الناس وخاصة الجيل الصغير، فهي تدور حول الدراعات الملونة والمزركشة - صلاة التراويح عند البعض ليست بالأمر الضروري فهي سنة - موضة السنة شراء الذهب وارتداؤه - مقولة (كل قرقيعان وأنتم بخير) والاحتفال به ببذخ وبشكل رسمي - متابعة التلفاز وهم الصائمين عن اللغو والاعتراض عما يحدث على الساحة الإعلامية من فوضى - السهر مع الأصدقاء - اللعب واللهو - الاهتمام بشراء ألوان الطعام وتذوقه - سماع الأغاني - كثرة الكلام واللغو خلال فترة الصيام - الاهتمام بعمل غبقات والاستعداد لها من حيث اللباس والورود والبوفيهات والذهاب للصالونات لعمل تسريحة خاصة لرمضان.... فأي حالة من التخلف الفكري يعيشها أفراد المجتمع اليوم.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم «الإحسان هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك»، فمن الواجب أن نكون محسنين في سلوكياتنا وأفكارنا وعبادتنا بأقوالنا وأفعالنا، فمن واجب المسلم/ والمسلمة الانغماس في العبادة والبعد عن كل ما يلهي الصائم عن عباده الله عز وجل، وارتداء زي البساطة والبعد عن التكلف والتشدق والعبث بما لا يرضي الله، فاحترام شهر رمضان واجب على كل مسلم ومسلمة باختلاف درجات إيمانهم، والإحسان يكون بالعبادة وزهد الترف وحياة اللهو والبعد عن اللغو أي كف اللسان عن الكلام غير النافع، وتشجيع أبنائنا على الذهاب للصلاة دون تخاذل ولا تكاسل ولا إهمال، فكيف لنا أن نربي جيلا صالحا ونحن نعلمه أن رمضان ثقافته السهر والتبرج والتلون، ونحن كمجتمع مترف يجب علينا الابتعاد عن كل ما يناقض صيامنا نفسيا واجتماعيا.
والإحسان له مواضع كثيرة بمعان سامية كبيرة في القرآن الكريم، (راجع عزيزي القارئ مقالتي عن الإحسان)، فيجب علينا في شهر رمضان: نبذ التكلف والإسراف وإحياء البساطة في بيوتنا فهو إحسان - إطعام الطعام... إحسان - صلة الرحم... إحسان، الانشغال بالقرآن من حيث قراءته وحفظة وتدارسه... إحسان، التسامح والتعاون... إحسان، كف اللسان عن اللغو غير النافع والشتم والغيبة... إحسان، التصدق... إحسان، السعي وراء فرحة فقير... إحسان، الابتسامة والوجه الطلق... إحسان، التآلف والمحبة بالله... إحسان، الاكتفاء بالقليل... إحسان، إطعام الأم أبناءها وزوجها من طبخها... إحسان، إحياء المشاعر الإيمانية بالتهجد والذكر... إحسان، تشجيع أبنائنا على الالتزام بالصلاة والذكر وحمايتهم من الوقوع في الذنوب والمعاصي... إحسان، تشجيع بناتنا على التزام الستر واحترام الشهر وارتداء الحجاب لغير المحجبات... إحسان، كظم الغيظ... إحسان، إحياء مجالس الذكر... إحسان، تبادل معلومات في الإعجاز العلمي في القرآن والسنة... إحسان، نبذ الإسراف والتشدق والتكلف... إحسان، وكيف يكون جميع ما سبق إحسانا؟ لأنه يأتي بالخير الكثير لصاحبه، ويصقل القيم بنفسية المسلمين كالاحترام - والإحسان - ورقي التعامل - والنفس المتصالحة - والعفة - والنظام - والبساطة... والكثير من القيم، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.
family_sciences@