صلاح الساير
لم يـسلم احــــد من طلـقـــــات التـنكـيت، فـالمدفـعيـة الضـاحكة أصابت الجـميع. وهناك نكت مــوجــهـة ضــد النســاء، وكـذلك ضــد الرجــال. وثمـــة نكت تربط بـعض الطبــائع البشرية مـثل «السذاجة أو النـذالة أو البـــخل» بقبائل أو أصول معينة، وهناك نكت أخرى ضـد السـيـاســيين ورجـال الـديــن والمـهــنـيــين والمشـاهيــر، فـلا احـد بمنأى عن هذه السخرية الخفية.
لقد أسهمت الرسائل الهـاتفـيــة القـصـيـرة بانتـشــار الافكوهة بين الناس، ولم تعـد النكتـة تعـتمـد على المكان الذي تلقى به، ولا على طريقـة الإلقاء، أو إصغاء السامعين، بل على حسن الحـبكة، والاخـتـصـار، والخــيـال القــادر على «تكويت» التنكيت.
أقول «تكويت» وقبل ذلك «تعــريب» حــيث مـعظم النكت العـربيـة الشهـيرة، الاجـتماعـية منها أو السيـاسية، ذات أصول عـالمية، أبدعتها أقوام أخرى في فـترات مـاضـيــة.
أما العـرب فيجهلون أهمية الضحك ويتوجسون مـنه خيفة، فـلا يفرقـون بين النكت والنكد.