صلاح الساير
حـيث ينتـشر الجـوع والفقـر والمرض والتخلف تندلع الحــروب الأهلية والخـارجــيـة. فــالدول الأوروبية لم تبلـغ هذه الدرجة الرفيعة من السلام الداخلي والخــارجي دون الــتــطـور الــفــكــري والحــضـاري وتأصــيل مـفاهيم حـقوق الإنسان.
وكلما ارتقـت المجتمعات سلالم المدنية صـارت أكثر ميلا للسلام والاستقرار.
تعج أوروبا بالتعددية القــومــيــة واللغــوية والمذهبــيــة والـدينيــة (البـوذية تنتـشـر هناك) والجـمـيع أمام القـانون مـواطنون بالسـواسـيـة. وكل واحـد في ديـنه والله يعــينه، بعكس عــوالمنا المتخلفة التي يشتـعل فيها الجـمر تحت الرمـاد، وكل شخص قـنبلة موقـوتة قد تنفجر في أي لحظة بوجه الآخـر، رغم التـخلف الذي يهدد الجميع بالفناء.
بمقـدور فـرد واحـد أن ينهي حـيـاة ألف إنسان، ولو اجتمع ألف إنسان فلن يتمـكنوا من إعادة الحـياة إلى شـخص واحـد مـيت، فالهدم سهل، أما البناء فلا، وبعــبـارة أخرى يمكن القول أن الهدم يـحتاج إلى «قلـب» أعمى، والبـناء يحتاج إلى «عـقل» بصير.
فأيهما أنت؟