ناطح الإنسان الغيوم فخرا بإنسانيته، وتعالى على سائر الكائنات مغترا بعقله وحواسه وهيئته، فإذا غضب من أخيه الإنسان وصفه بالحيوان، وتجاهل هذا الإنسان المغرور فضل الكثير من المخلوقات عليه. فللحمامة والعنكبوت والنملة والهدهد والحوت أفضال كثيرة وردت في قصص القرآن الكريم.
للكائنات الأخرى بيئات محددة لا تتنازع عليها، فالطير في الشجر، والبطريق في الجليد، والسمك في البحر، والسباع في الغابة، والخفافيش في الكهوف، أما الإنسان القلق المذعور فتجده يقتحم كل هذه البيئات ويطارد أصحابها الأصليين ولا يقنع ببيئته الأصلية.
بعض الحيوانات لاحم وبعضها عاشب، وبعض الطيور جارح وبعضها يلتقط الحبوب والديدان. اما الإنسان فماكينة أكل وحشية تلتهم الأخضر واليابس، يأكل اللحم والاعشاب والحبوب والديدان والطيور والأسماك والقواقع وسائر الحيوانات ويمتطيها ويقحمها معه في حروبه لتموت الأفراس تحت فرسانها.
الوحوش الضواري والطيور الكواسر تقتل لتعيش. أما الإنسان فيطغى ويقتل من أجل أن يموت سواه، يغزو ويدمر ويحرق ويستعمر الآخرين ويعيث في الأرض فسادا ثم يأتي بعد كل ذلك ويتعالى على بقية مخلوقات رب العالمين ويصف تعاملاته بـ «الإنسانية»!
أي ادعاء أكذب من هذا الادعاء البشري؟!
www.salahsayer.com