لو تمكن الإنسان من السيطرة على غضبه، وتحلى بالروّية وتجمل بالصبر، لتخلص من مشكلات كثيرة لا موجب لها ولا داعي، بيد ان العجز البشري وضعف السيطرة على الانفعالات يدفعنا نحو صدامات نندم على خوضها بعد ان ندرك ان الخصم لا يستحق مثل هذه الخصومة، أو ان الكلام الذي بدر منا في حمأة الغضب قد تجاوز المعقول والأدب.
بعض الخناقات مثل لعبة كرة الطاولة (ping pong) تتوقف حالما يضع أحد اللاعبين المضرب ويمتنع عن مواصلة اللعب، فلا يجد اللاعب الآخر من يقابله ليكمل معه أشواط الخصومة، ذلك ان نيران بعض المهاترات لم تكن لتشتعل لو أن أحد الطرفين تجمل بوقار الهدوء والتزم الصمت وأسقط مضرب الكرة من يده.
إن الهدوء بوجه الطرف الهائج قد يوقف هياجه، وربما حوّل غضبه إلى وداعة واعتذار خجول، وإذا كان المثل الشعبي يقول: «قابل صياح بصياح تسلم» فليس ذلك بالمطلق، وكم صرخة لا تستحق المواجهة بمثلها، فبعض الصرخات يمكن لجمها بالتجاهل، خاصة حين ندرك ان المهاترات تنقص من شأن الإنسان ولا ترفعه.
www.salahsayer.com