يتطلب العمل السياسي قدرات خاصة لدى الإنسان، أولاها القدرة على ضبط النفس والتحكم في الأفعال والأقوال الصادرة عنه، فالسياسة جهد عظيم يستدعي الشدة والقوة والحرص والفطنة خاصة في الأوقات الجماهيرية العاصفة حين تكون الكلمة مثل الرصاصة لا تعود إلى فوهة المسدس بعد أن تنطلق منه.
«المرء بأصغريه: قلبه ولسانه» وكل من يعصي عليه التحكم في لسانه لا يحمل صفات «الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب» وبالتالي يتحول إلى أداة سياسية خطرة حين ينطق بما لا ينفع الناس فيسهم في تعريض سلامهم الاجتماعي لخطر التمزق وقد يحوّل استقرارهم إلى نزاع واضطراب بسبب كلمة أو عبارة طائشة.
قبل توجيه اللوم إلى إخوتنا وأبنائنا من رجال الأمن يجب الطلب ممن يتصدى للعمل العام أن يدرب نفسه على متطلبات هذا العمل، وإلا سيكون كالشخص الذي «يتعلم التحسونه بروس القرعان» فالطبيب الفاشل قد يقتل مريضا واحدا أما السياسي المتهور العاجز عن السيطرة على فوهة فمه فقد يتسبب في قتل عشرات الناس الأبرياء الآمنين في مجتمعاتهم.
www.salahsayer.com