نهى القرآن الكريم عن النميمة والغيبة، وشبّهها بأكل لحم الأخ ميتا، فغيبة الآخرين والتحدث عنهم بالباطل بهتان يعد من أبشع خصال البشر، ومكمن بشاعته أنه كالموت الصامت يلحق الأذى بالأبرياء دون أن يشعروا به، فالناس تظن بهم السوء من غير أن يدرك الأبرياء تلك الظنون، وكأنهم يتجولون في الطرقات عراة وما هم بالعراة.
تعكس النميمة نقصا حادا في شخصية الغماز الهماز الذي يغتاب الناس، فمن لا ذمة له يتعمد التشكيك في ذمم الآخرين، ومن تورط في ماض ملطخ بالنجاسة يتقصد الطعن في أخلاق الآخرين، وهكذا يتحدد موضع النقص لدى النمام حسب موضوع الغيبة أو «الحش» حسب لهجتنا المحلية.
الغيبة أقرب الى المرض في شخصية القتات، فالذي يقت بالآخرين ويتحدث عنهم بسوء في حضرتك سوف يقت بك أمام الآخرين عند غيابك، وحسب القول المشهور «من نمّ لك نمّ بك» أما العاقل فلا يفرح حين يهمس له القتات النمام بأمر يعيب الآخرين بل يبادر بردعه كي لا يكون شريكه في الإثم والجور والبهتان.
www.salahsayer.com