صلاح الساير
نتباكى اليوم على تردي أحوال الفن، ونتجاهل مسؤوليتنا نحن، ونتناسى دورنا المخرب. فالفنون ترقى وتتطور في المجتمعات التي يعيش فيها جمهور صارم لا يتقبل، ولا يُقبل على الاعمال الهابطة التي تنتج على طريقة سلق البيض أو تلك التي تحول السخرية الى مسخرة.
نحن الذين تكبّرنا على الفنون، وتطرفنا ضدها، تارة باسم العادات والتقاليد وتارة باسم الدين، نحن الآباء والأمهات مسؤولون في بيوتنا عن تردي الفنون عندما تركنا أطفالنا يحضرون المسرحيات الهابطة، ويقلدون الممثلين فيها، فكبروا بذائقة فنية خربة، فاسدة.
اعطني جمهورا صارما، ناقدا، فاحصا، لا يجامل أعطك فنا عظيما. اعطني قراء نقادا قادرين على فحص الكلم، فلا يُقبلون على قراءة «أي كلام» أعطك كتّابا ومؤلفين كبارا.
أما اذا تنازل الناس عن حقهم، وعن دورهم، وانخدعوا بنجومية الفنان أو الكاتب، وتقبلوا الأخضر واليابس، والطم والرم، فلا يحق لهم البكاء أو التباكي.