من «سبارتاكوس» الى «البوعزيزي» يؤكد تاريخ البشرية ان الناس جميعهم يتمتعون بنزعة فطرية للحرية والاستقرار وبناء الحضارات وتطوير الذات وتنمية المجتمعات، وكل ما يقف في وجه هذه النزعة الاصيلة في النفس البشرية ولا يستقيم معها او يستجيب لها يتحول الى عائق غير طبيعي، ويكون مهددا بالتغيير في اللحظة المناسبة.
هذه النزعة الآدمية لا تعرف الشبع وليس لها سقف ولا تحدها حدود، وذلك بسبب قدرة البشر على التطور والتقدم خاصة وهم يعيشون في ظلال العولمة، فالشارع الجديد لابد ان يتحول بمرور الوقت الى شارع قديم، والمطالبة بحرية التعبير تتحول مع الايام الى المطالبة بحرية التغيير، فالأيام تتعاقب ولا تتشابه.
وهكذا فان ادارة البشر تختلف عن ادارة الانعام، فالخراف لا تحلم، والابقار لا تجيد استعمال الفيسبوك والطيور ليست معنية بالصعود الى القمر، بعكس البشر الذين لا يتوقفون عن التطور والتغير والتبدل والسعي الى التنمية، فمتى ما رأينا جموع الشباب تطالب بالتغيير فذلك يعني ان ثمة ما يوجب التغيير.
www.salahsayer.com