صلاح الساير
يحرص الناس في المجتمعات الغربية على نظافة الأماكن العامة، فلا يرمي العابرون الفضلات على الأرصفة، بعكس الناس في مجتمعاتنا الذين يسهمون في اتساخ الشوارع والطرقات والساحات والأسواق والميادين والشواطئ وصالات السينما والحدائق العامة.
نقترب (زووم) الى داخل المنازل في مجتمعاتنا لنجدها نظيفة، حيث تلتهم بنود النظافة ميزانية الأسرة، فالمشتريات المنزلية لا تخلو من مواد التنظيف والتعقيم الخاصة بالحمامات والمطبخ وسائر مرافق المنزل الذي نهتم بنظافته فنخصص حاويات متعددة الأغراض للمهملات والقمامة، بيد ان هذه النظافة المنزلية لا تنعكس على نظافة الأوطان.
في المقلب الآخر نجد انه في المجتمعات الغربية التي يحرص أفرادها على نظافة الأماكن العامة تشيع مغادرة الأبناء منازل ذويهم للعيش خارجها، فلا يجدون في ذلك عيبا أو حرجا، وكأنهم يعتبرون بلادهم «بيتا كبيرا» يخرج فيه الابن من منزل ذويه للعيش في مكان آخر، فيكون ذلك أشبه بالانتقال من غرفة الى غرفة في البيت الكبير والنظيف.