صلاح الساير
نعجب من تردي تجربتنا الديموقراطية، ونمعن النظر نحو الماضي بإعجاب، وتحديدا عند بداية التجربة في الستينيات، فنتحسر على واقعنا الراهن، ونتجاهل انه واقع منطقي ونتيجة حتمية لمسيرة لم نوفر لها متطلبات النمو الطبيعي والصحي، فجاء الحصاد ليشبه الزرع.
كان الانحراف المنهجي «سيد البدايات» حين تم اختزال الديموقراطية بالحيـاة النيـابية (البرلمان) فتحولت الديموقراطية الى مجرد ديكور سياسي. وتجاهل الجميع ان الديموقراطية «منهج حياة» ينبغي ان تتشربه الأجيال وتتعلمه وتتدرب عليه، فلا توجد ديموقراطية في العالم دون أناس ديموقراطيين.
تعلقت الأبصــار بالديكور، وتعلبت الأفكار داخل صندوق الانتخاب، فأضحى «كل ما يفعل البرلمان مليح» ولم يأخذ المجتمع فرصة التمدد في فضاء الحياة الديموقراطية. فأمسينا كدجاجة الماكينة في أقفاص التفريخ، يتم تغذيتها ليكبر حجمها وأقدامها داخل القفص دون ان تمنح فرصة المشي.
والنتيجة دجاجة سمينة، كسيحة، عاجزة عن المشي كسائر الدجاجات.