صلاح الساير
كتبت عن الديوانية ووصفتها بأنها ظاهرة دخيلة على المجتمع الكويتي.
ففي الماضي لم تكن الديوانية بهذا الانتشار الذي نشهده في أيامنا الحالية حين كانت حكرا على التجار وأعيان البلد، اضافة الى اختلاف وظيفتها الاجتماعية حين كانت نزلا للضيوف في البيت الكويتي القديم في وقت لم تعرف البلاد الفنادق.
أضيف اليوم ان الديوانية ظاهرة «سلبية» مثلما هي ظاهرة «دخيلة» وذلك لانعكاساتها المؤذية على المجتمع المحلي.
فالديوانية، وعلى خلاف ما يشاع عنها، عجزت عن لعب دور المنتدى الاجتماعي المفتوح، فأمست مسرحا للتكتل والتخندق الطبقي والقبلي والمذهبي، فأسهمت في تقطيع أواصر المجتمع الصغير.
الديوانية محفل ذكوري.
فهي متنفس اجتماعي للرجال وحدهم دون النساء.
والعديد من هؤلاء الرجال متزوجون، أرباب أسر، وقد خطفتهم الديوانية بعيدا عن أسرهم، فضعفت فرص التقاء الأب بأبنائه، وجلوس الزوج مع زوجته.
وتلك قطيعة نجمت عنها أضرار أسرية شتى.