صلاح الساير
نقسم الوافدين إلى بلادنا حسب مواطنهم الأصلية فنقول «جاليات» ومفردها «جالية» وذلك خطأ شائع.
فالجلاء هو الخروج قسرا من الأوطان، والجالية أو الجالة في «تهذيب اللغة» للأزهري «هم أهل الذمة الذين يدفعون الجزية».
ومن كلام العرب حسب ابن منظور «حرب مجلية أو سلم مخزية» والعبارة تعني إما حربا تجلي الأعداء من ديارهم أو سلما يذلهم ويخزيهم.
وقد قرن ابن خلدون كلمة الجالية بالأندلس ويقصد العرب الذين أجلوا من الأندلس عند تلاشي ملكهم بها.
بيد ان الوافدين مهاجرون تركوا مواطنهم باختيارهم، وقدموا إلى بلادنا للعمل معنا، والإقامة بين ظهرانينا، ضيوفا كراما.
فلا هم قدموا من الأندلس(!) ولا هم نازحون عن ديارهم قسرا كما أنه ليس في عصرنا جزية تدفع.
فلماذا الإصرار على استعمال «الجالية»؟ أم أن لغتنا العربية «الجميلة» عجزت عن خلق مفردات تفي بأغراض الناطقين بها؟!