صلاح الساير
يملكون ذهبا أسود ينبع من جوف الأرض، لذلك حين يتطلع الكويتيون الى السماء فهم لا ينتظرون ذهبا أو فضة، بل يرجون حلولا في السماء لمشكلاتهم على الأرض.
يتابعون أبراج الحظ في الصحف.
محبطون يطالعون نجوم الظهر! في بلاد تلعب فيها السماء، على الأرض، دور البطولة.
يحلقون في السموات على متون الطائرات في هجرات مؤقتة، يسافرون كلما حانت لهم الفرص، ولسان حالهم يقول «ما أضيق الأرض لولا فسحة السماء» فلا فرح، ولا حلم، ولا نهضة، ولا حل متوافرا سوى الهجرة «الخارجية» المؤقتة.
مهاجرون على الدوام.
يرقبون السحب العابرة، هذه الأيام، لعل السماء تجود بأمطار «الوسم» فيأتي ربيع أخضر يحد من تصحر المدينة، ويمكنهم من إتمام هجرتهم «الداخلية» إلى البر.
لقد أصبحت علاقة الكويتيين بالسماء أكثر حميمية بعد أن ضاقت عليهم الأرض التي أمست كمثل هرة تأكل بنيها.