صلاح الساير
العنوان كلمة محلية تعني انصراف التلاميذ بعد انتهاء اليوم الدراسي، ذلك الوقت الذي يتراكض فيه الاطفال للخروج من بوابة المدرسة، فيذهب البعض الى منازلهم، وبعضهم يذهب لصيد العصافير بالفخاخ (الحَبَال) اما الاشقياء فيخوضون المعارك التي اتفقوا عليها مع خصومهم أثناء الدوام مرددين عبارة «انطرني عقب الهَدّة).
هي فسحة من الوقت بين يومين دراسيين، وتختلف الطريقة التي يقضي بها التلاميذ وقتهم بعد الهَدّة، بحسب اهتماماتهم وسلوكهم وقدراتهم، فمنهم من يركن للسلامة ويعود الى منزل ذويه، إما للنوم او للمذاكرة ومراجعة دروس الغد، ومنهم من ينتهز الفرصة فيملأ كيسه بالغنائم والعصافير، ومنهم من يشحذ قوته للصدام ومواجهة الخصوم.
أكتب عن «الهَدّة الدراسية» والبلاد تعيش اجواء «الهَدّة السياسية» فهذه الايام عيد وعطلة ادارية وانصراف سياسي بالكامل، فالحكومة مستقيلة والندوة البرلمانية مؤجلة، والتلاميذ «خبرك وعلمك» إما النوم، او مراجعة دروس الغد، او تصيد الغنائم، او الاستعداد للمعركة، عقب الهَدّة!