صلاح الساير
نعيش في عصر العولمة وثورة الاتصالات والمواصلات.
عصر تحول فيه الزمن إلى لاعب «هجوم» بعد أن كان لاعب «دفاع» لذا ينبغي أن يدرك الإداري والسياسي أن دور الزمن في حل المشكلات قد اختلف عن الماضي وقت كان الزمن كفيلا بخلق حلول للمشكلة أو طمسها أو تقليصها.
فهذه الدنيا ولادة مشاكل تنجب كل يوم مشكلة جديدة.
وكل ملف يودعه المسؤول في الدرج، ولم يحسم، سيتحول غدا أو بعد غد إلى عشرات الملفات المعقدة تقفز من الأدراج إلى فوق الطاولة وربما تثب إلى خارج الغرف المغلقة.
فكلما طال الزمن وتأخرت الحلول ثقلت المشكلات بين الناس وتفاقمت المعوقات في المجتمع، وتكاثرت المسؤوليات على كاهل المسؤول.
فلا منفعة من التلطي بالأقوال المأثورة التي تعول على فعل الزمن.
إن عبارة «ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت» تنفع في مطارح أخرى غير السياسة. فحين تضيق حلول مشكلات الدولة لا تنفرج بل تزداد ضيقا، وتضيق معها الصدور.