صلاح الساير
في مشهد الظلمة جانب مضيء، فمن خسر أمواله في السوق المتراجعة عليه ان يحمد ربه على الصحة والعافية، ومن فقد وظيفته عليه أن يواصل البحث والطرق على أبواب الرزق، فالمال يذهب مثلما يأتي، والحياة رحلة سفر يعبر خلالها المسافر منحدرات صعبة وسهولا سهلة.
إن هذه الأسواق المنهارة والخسارات المتتالية والديون الثقيلة تنطوي على دروس وعبر.
فمع تنامي الأسواق وتزايد الأرباح السهلة جنح العديد من الناس إلى حياة لا تتفق مع التفكير السليم «سيارات جديدة، أسفار عديدة، شراء كماليات لا يحتاجها المستهلك، ثرثرة بالموبايل، استسهال القروض، والعيش في مستوى يفوق الدخل الحقيقي».
أما اليوم وبعد أن تورط الناس في الديون، أو خسروا الأموال بالتجارة، أو فقدوا رواتبهم فعليهم أن يعوا جيدا درس الليالي «وليس في طبع الليالي الأمان» كما ينبغي أن يتعلم المرء مد قدمه على طول لحافه، وأن يتذكر على الدوام «أن الله لا يغلق بابا إلا ويفتح نافذة».