صلاح الساير
قبل فترة كتبت عن الديوانية الكويتية الحالية وأشرت الى مفهومها المستحدث وانها بدعة ولدت من رحم المعمار الكويتي الجديد ولا تمت للموروث الاجتماعي بصلة.
وأشير اليوم الى انعكاس هذا المعمار الكويتي الجديد على الشخصية الكويتية التي تبدلت مع تبدل المنازل وانتفاخ مرافقها.
فمنذ عرفت المجتمعات البشرية السكن لم تخبر بناء مرافق سكنية تزيد على الحاجات الاساسية للسكان، وحتى يومنا هذا قلما نجد مجتمعا يسكن افراده في منازل تفوق حاجتهم الضرورية (باستثناء سكان القصور) ولم يشذ البيت الكويتي القديم عن هذه القاعدة.
غير أن سياسة تثمين البيوت القديمة وتحويلها الى ثروة نقدية بين ايدي الناس، وكذلك سياسة توزيع الاراضي والقروض السكنية وانعدام التشجيع على السكن في المنازل الصغيرة (الشقق) أفضى كل ذلك الى معمار متوحش.
أضحت المنازل كبيرة، والادوار والاحواش متعددة، والصالات واسعة، والغرف فسيحة، فكبرت مساحة الفراغات الموحشة داخل البيت وضاع فيها الإنسان.