المتعلمون يزورون المتاحف، البسطاء يتنزهون في الحدائق، يتسولون، يبدعون، يكتبون، يقرأون، فقراء، أثرياء، مزارعون، عمال، ربات بيوت، أطفال، أشرار أو أناس طيبون، يسكنون القصور أو يفترشون الارصفة.
هناك يعيش الناس تفاصيل حياتهم المختلفة، يحملون همومهم الخاصة، يرتدون ثيابا مختلفة، يستقلون مركبات مختلفة، يفكرون بطرائق مختلفة، يشكلون مجتمعات مختلفة المشارب.
يحلمون، يعملون، يفشلون، ينجحون، ينتحرون، يتزوجون، يبكون، يضحكون. يتبادلون العزاء والتبريكات والتحية، يعزفون الموسيقى في الأنفاق، يصنعون الادوية ويكافحون الامراض، يزرعون الارض وردا ويمدون سكك الحديد.
هناك تجد رجل الدين في معبده، وسيدة الاعمال في شركتها، وطالب العلم في المكتبة، والسياسي في حزبه، الفن محشوم والعلم مخدوم.
لا أحد «يخز» الآخر، والناس لديهم ذوات حقيقية ينشغلون بها.
هناك ليس هنا.. هنا ليس هناك.