صلاح الساير
حالة الانهاك التي تعيشها النخب السياسية والاقتصادية والاجتماعية الكويتية حالة كريهة تولدت من رحم السكونية والجمود الذي تعيشه البلاد في وسط عالم متحرك من حولنا، ففي السنوات الماضية جرت تحت جسر المنطقة مياه كثيرة وحدثت متغيرات عميقة وتحولات كبرى على مختلف الصعد، ونحن كنا ولانزال نراوح في المكان ذاته.
ليس كل سكونية تعيشها الدول ينتج عنها حالة انهاك كمثل التي نعيشها نحن منذ وقت، ذلك ان الانهاك مرهون بطبيعة النظام السياسي في كل دولة، فمتى ما كان النظام يعمل بآلية تشترط الحركة والمشاركة في صنع القرار وخضعت البلاد لمرحلة الجمود والسكونية فذلك امر يفضي حتما الى حالة الانهاك التي تتجلى في ورطة النخب مع ذاتها قبل ورطتها مع الآخر.
أشرح وأضيف، كمثل سيارة مرفوعة في مغسلة السيارات، فهي في حالة «سكونية» وعجلاتها لا تلامس الارض، لكن محركها يدور (حركة) فكلما زدنا السرعة او بدلنا درجة التروس يرتفع ضغط المحرك (انهاك) دونما نتيجة، فالسيارة نظيفة، براقة، ومحركها يعمل بقوة، غير انها معلقة لا تتحرك.