صلاح الساير
«الساكت عن الحق شيطان أخرس» وما أكثر الشياطين الخرس في عالمنا البشري، وأعني أولئك النفر من الناس المتخاذلين، الذين يترددون في اتخاذ المواقف الايجابية بحق من يستحقها أو يكون بحاجتها، فيتمترسون في المواقف الرمادية، ويتخندقون في سراديب الصمت، ويتبرقعون باللامبالاة.
إن فعل الشر ليس حكرا على الأشرار وحدهم، فالشخص السلبي، المتخاذل، يسهم في تقوية الشر حين يخذل الطرف الذي وقع عليه الأذى.
وكم مشكلة اندلعت نيرانها بين طرفين ما كان لشرارتها ان تقدح لو ان طرفا ثالثا خلع القميص الرمادي واتخذ موقفا صارما لصالح الطرف الموجوع.
ليس كل حياد محمودا، فللحياد السلبي أضرار موجعة.
ولو أننا فتشنا في محيطنا الاجتماعي لوجد كل واحد منا أشخاصا مقربين خاضوا تجربة الخذلان مع أناس كانوا يحسبون أنهم في مقدمة حاضنيهم وأول المتعاطفين معهم، فخذلوهم بالصمت الرهيب والمواقف المائعة.
ومن يدري؟ فربما اكتشفنا اننا نحن المتخاذلون الذين نتباهى بالأقمصة الرمادية.