تثاقلت في فمه الكلمات وبدا متحرجا وهو يبدي لي عدم اتفاقه معي بالرأي حول الذي كتبته الأسبوع المنصرم، وبعد أن فرغ من كلامه تبسمت في وجهه وسارعت بالقول «الله يبشرك بالخير» ثم شرعت بالتوضيح له بأن القراءة الناقدة الصارمة تنتج كتابة جيدة، فلا سلطة للكاتب على القارئ، أما الكاتب الجيد فهو الذي يكتب فكرة ما أو مجموعة أفكار تحث القراء على التفكير، فليس المقياس الاتفاق أو الاختلاف.
****
ينبغي على الكاتب أن يكتب رأيه بوضوح وشفافية، وأن يضع الأفكار والشواهد أمام القراء دون محاولة منه للتأثير عليهم بإخفاء معلومة أو تكييفها على نحو مخالف للتفكير السليم. والقارئ الجيد هو الذي يدرك أن الكتابة الجيدة هي تلك التي تعبر عن رأي الكاتب وفي هذه الحالة يكون الاختلاف واردا ونتيجة طبيعية وإيجابية.
****
الحرج الأكبر الذي يواجه الكاتب المستقل يتجلى في محبيه، ذلك ان جميع من يتابعه يتمنى أن يكون هذا الكاتب نسخة منه، فالإسلامي يتمنى عليك ان تكون إسلاميا، والقومي يود بشدة أن تحمل أفكاره، والملحد يغضب منك متى ما أشدت بمبدأ ديني، لذا يمكن القول ان الكاتب الجيد هو الذي لا يرضي عنه كل الناس كل الوقت، فإن كان إرضاء الناس غاية لا تدرك، فانها لدى الكتّاب غاية ينبغي أن تترك!
www.salahsayer.com
salah_sayer@