صحيح أن العجلة من الشيطان، غير أني لا أكتب عن التعجل والاستعجال بل أكتب عن العجلة الدولاب الدائري الذي يدور حول نفسه ليفيد في عملية الحركة والنقل. وتعتبر العجلة من أهم الاختراعات التي توصل إليها الإنسان والتي لم يزل يستعملها حتى اليوم، وكي أوضح أهمية العجلة أشير إلى أن الطائرات التي تحلق في السماوات البعيدة لا تستطيع الإقلاع أو الهبوط على الأرض دون عجلاتها.
***
عرف الإنسان العجلة من أزمنة قديمة ويعتقد ان الأشوريين في أرض الرافدين هم أول من صنع العجلة التي استعملها الإنسان في مناشط كثيرة أهمها النقل بالعربة التي تتحرك بعجل واحد كالعربة التي يستعملها البنائون، أو عربة بعجلتين كمثل عربات القتال التي كانت لدى الفراعنة والإغريق، كما عرف الإنسان العربة ذات العجلات الثلاث وأشهر أنواعها.. التكتك.
***
بفضل العجلة صارت العربات لصيقة بالإنسان وفي خدمة تنقلاته. وأقدمها تلك التي تجرها الحيوانات كالأحصنة والحمير مثل الحنطور وعربة (الكارو) قبل أن يصنع الإنسان السيارة التي تسير على أربع عجلات. ونحن اليوم لا نستغني عن هذه العجلات، فالمريض العاجز عن المشي يستخدم المقعد المتحرك، وفي الأسواق نضع مشترياتنا في العربة، وفي المطارات نجر حقائبنا المتحركة بالعجل.
***
ولو كان العرب القدماء قد عرفوا العجلات لحار النقاد اليوم في شرح بيت الشعر المنسوب للشاعر امرئ القيس «قبلتها تسعا وتسعين قبلة وواحدة أخرى وكنت على عجل» هل يقصد أنه كان مستعجلا أم انه كان راكبا على عجل (بسكيلت)؟!.
www.salahsayer.com
salah_sayer@