صلاح الساير
ما أصعب المحافظة على صفاء النفس وهدوء التفكير في عصرنا هذا، فكلما حاول المرء ممارسة العزلة الشعورية والابتعاد عن الهرجلة السياسية الدائرة في بلادنا أو تزايد لديه الإصرار على تصيّد الجمال في هذه الحياة الفانية فستداهمه المنغصات وتعصف به، وإن كان في كهف بعيد أو مغارة نائية.
أنت مستــهدف بالتصريحات السياسية النارية، تطاردك أخبار الإشاعات والنميمة والغدر بين المرشحين، مرغم على سماع حكايات المجاملات والنفاق والمصالح والبطولات المجانية، إن جلست مع الأصدقاء، أو ذهبت الى البقال، أو أخذت سيارتك إلى المغسلة، أو زرت والدتك «حلوة اللبن» فسوف تشرب الأخبار «المرّة» ولا فكاك.
كما تضاءلت فرص النجاة مع تنامي ثورة الاتصالات وسطو الميديا على الناس حيث بات الفرار من الأخبار السياسية أمرا صعبا، والمنجاة منها مستحيلة. فالضجيج السياسي يطاردك كي يلقي القبض عليك أينما كنت. فأنت هدف سهل للتلفزيون أو الصحيفة أو الإنترنت أو رسائل الخدمة القصيرة على الموبايل.
الميديا من ورائكم والضجيج من أمامكم، فأين المفر؟