صلاح الساير
مثل «يا عين يا ليل» في الاغنية العربية والتي ينشدها جميع المغنين العرب ويستمع اليها ويرددها جميع المستمعين منذ عشرات او مئات السنوات، ولا احد يعرف معناها او جدواها او اضافتها المهمة في الاغنية، كذلك الديموقراطية في بلادنا.
جميعنا انشدنا للديموقراطية «يا عين يا ليل» نعيدها، ونكررها، ونعيد تكرارها دون فحص او تمحيص، اتسعت بيننا الشقة وتباعدت بيننا الدروب ونحن نغني «يا عين يا ليل» اختنقنا واحتبست انفاسنا وفقأنا عيوننا باصابعنا ونحن نواصل الغناء، نصبنا الخيام ونحرنا الخراف وفرشنا السجاد في عرس الديموقراطية ونحن نغني «يا عين يا ليل».
كمثل اللاجئين القابعين في خيام التشرد جلسنا في الخيام الانتخابية سنوات طوالا، التهمنا اطنان الرز، شربنا جالونات اللبن، واستمعنا لآلاف الخطب والكلمات التي تتحدث عن الوطن وعن الوطنية حتى تطورت «او تدهورت» الديموقراطية فأصبح الابطال يخرجون علينا من تحت عباءة القبيلة والمذهب ونحن نواصل الغناء «يا عين يا ليل»!