جرت أحداث موقعة الرقة البحرية أيام الشيخ عبدالله الأول بن صباح الأول (1776 ـ 1814)، وكانت اختبارا حقيقيا للقدرات الدفاعية لأهل الكويت، وامتحانا لقدرة اسطولهم البحري التجاري على التحول إلى الأغراض الحربية حين استدرج الكويتيون السفن المعتدية إلى ناحية الرقوق (*) قرب جزيرة فيلكا، فغرزت في الطين وعجزت عن الحركة، الأمر الذي مكّن السفن الكويتية من محاصرتها وقصفها بالمدافع وإلحاق الهزيمة بالمعتدين.
****
«التمامية والانضباط والإتقان والجسارة» صفات ميزت البحارة والربابنة الكويتيين وميزت، بالتالي، اسطولهم البحري الذي منح تلك البلدة الصغيرة فرصة لتلعب أدوارا كبيرة. ويرجع بعض الباحثين سبب بروز القوة البحرية الكويتية وقتذاك إلى ازدهار التجارة في الكويت، فالزيادة في السفن التجارية تستدعي قوة تذود عنها وتحميها بمهارة تستوجب القدرة على السيطرة والتحكم في المناورات البحرية.
****
في عهد الشيخ عبدالله الثاني بن صباح الثاني (1866 ـ 1892)، استعانت الدولة العثمانية بالأسطول البحري الكويتي في إحدى الحملات العسكرية التي تتطلب عملية إبرار بحري، فقاد الشيخ عبدالله 300 سفينة كويتية لخوض المعركة. وبعد أن حققت الحملة أهدافها نزل الشيخ إلى البر (ليس في يده إلا مسبحته) حسب الرواية التاريخية والتي تشير إلى درجة الثقة فهو لم يكن بحاجة لحمل سلاحه بعد ان أتمت قواته الدور المطلوب منها.
(*) الرقوق: مفردها رق وتعني المياه الضحلة
www.salahsayer.com
salah_sayer@