بسبب الخشية من تحمل المسؤولية أو لأسباب أخرى مجهولة نتخفى وراء عبارة «السؤال الذي يطرح نفسه» في الوقت الذي ندرك فيه انه لا السؤال ولا الجواب بمقدورهما فعل ذلك، وإننا نحن من يطرح الأسئلة والأجوبة. كما اننا نتحدث مع الآخرين ونرد عليهم بعبارة عجيبة فنقول «تريد الصحيح والا ابن عمه؟» وما هذا الصحيح المزعوم إلا وجهة نظرنا التي زكيناها واعتبرناها وحدها الصحيحة وسواها باطل!
****
كان الكويتيون في الماضي يقولون «ملاعين الصير» وفلان راح «قلعة وادرين»، ولو سألت الناس أين تقع هذه القلعة أو اين يوجد ذلك الصير ومن هم الملاعين؟ فلن يجيبك أحد. فالناس تنطق عبارات كثيرة تعجز عن تفسيرها بعد ضمور تفاصيلها وشيوع المعنى الدلالي للعبارة. كما أن الكثير من الكلمات نستعملها «لازمة» تماما كالعبارات المتبادلة في العزاء أو الوداع أو التشميت «يرحمك الله»، «يهديك الله».
****
مجمل محرري الأخبار العرب يكتبون كلمة (قُبالة) لدى صياغة خبر يشير إلى «غرق سفينة قبالة السواحل» فهذه القُبالة التي تعني في اللغة العربية «أول الطريق» ما عاد أحد يستعملها في البر بعد أن أصبحت لسبب لم أدركه حكرا على السواحل جهة البحر، وملازمة للسوء مثل سقوط طائرة أو غرق سفينة أو انتشار بقعة زيت قبالة السواحل!
www.salahsayer.com
salah_sayer@