عرف الكويتيون التكاتف والتعاون فيما بينهم منذ أزمنة قديمة، وملحمة بناء السور الثالث الذي تعاون أهل الكويت جميعهم على بنائه أنشودة لم تزل تتردد في ذاكرة الوطن. كما أشير إلى أن البيوت السكنية قديما كانت تبنى على يد «الاستاد» معلم البناء الذي يحتاج إلى عمال لنقل الصخور وخلط الطين، وفي حال عدم قدرة صاحب البيت على تحمل أجور العمال يبادر الأصدقاء بالتطوع للعمل مع «الاستاد».
****
في الماضي لم يكن الجميع يملكون بيوتا وسيعة فسيحة تكفي لإقامة حفل الزواج واستقبال المهنئين، أو مكانا يقيم فيه «المعاريس» قبل الانتقال إلى بيت الزوج «التحوال»، ولأن مبدأ التكاتف مبدأ أصيل لدى الكويتيين، قامت أسرة الشايع الكريمة عام 1950 بتخصيص بيت من بيوتهم في منطقة المرقاب للراغبين في استعماله كبيت للزواج بعد ان تم تأثيثه بالكامل، فكان أول صالة أفراح (مجانية) تشهدها الكويت.
****
وردت حكاية «بيت الزواج» في كتاب «أصداء الذاكرة» لرجل الأعمال العم عبدالعزيز محمد الشايع، والكتاب شائق ويعج بالذكريات التي ينبغي على الأجيال الجديدة الوقوف عليها. خاصة أن الكاتب رائد من رواد النهضة، قاد العمل التجاري الخاص كما خاض مضامير البناء والبذل العام، والكتاب ينطوي على شهادات مهمة عن مرحلة نهوض الكويت الحديثة ويشير إلى الإنجازات والإخفاقات بوضوح.
****
شكرا كبيرة نقولها للعم عبدالعزيز الشايع وندعو جميع مجايليه أطال الله أعمارهم إلى أن يحذوا حذوه.
www.salahsayer.com
salah_sayer@