مع إشراقة شمس يوم السبت الماضي، جلت باكرا في الواجهة البحرية في منطقة الشعب وقرب الجزيرة الخضراء، فانتابني الرعب والذهول والاشمئزاز مما رأيته في ذلك المكان البديع الذي أقامته الدولة للترفيه عن الناس وتمكينهم من قضاء الوقت في مكان جميل. فإذ بالناس يجرمون ويحولون الموقع إلى مكب قمامة تراكمت حتى طمست الكراسي والممرات والمسطحات الخضراء والشاطئ الرملي.
****
المشهد البشع والمقزز الذي شاهدته كان نتاج سهرة ليلة البارحة (الجمعة) ويمكن القول إن معظم من ارتكب تلك البشاعة بحق النظافة هم من العرب المسلمين الذين أدوا فريضة صلاة الجمعة (ظهيرة يوم الجريمة) وربما كانت خطبة الجمعة عن «النظافة من الإيمان» كما يمكن التأكيد على أن من بين مرتكبي تلك الجريمة عائلات بصحبة أطفال وذلك يعني أننا أمام جيل «عربي مسلم» ينشأ في بيئة اجتماعية تمارس اغتيال البيئة ولا تحترم القانون ولا تعرف معنى النظافة.
****
مزبلة عامرة تكونت من محارم الورق، علب الماء والمرطبات، بقايا أطعمة، صحون ورقية، «حفاضات» أطفال، رماد، أعقاب سجائر، وأكياس بلاستيكية، وكأن المكان موقع للنفايات في دولة لم تسن قوانين صارمة لحماية البيئة. كل ذلك حدث على مسرح الجريمة الكبير، والجريمة مدوية ومعلنة لم يتستر عليها الجناة الذين ارتكبوا الجرم مع سبق الإصرار والترصد، كأنهم تقصدوا خدش جمال المكان وتوسيخ نظافته.
www.salahsayer.com
salah_sayer@