صلاح الساير
الشخص المتلون هو الشخص المنافق الذي يلون مواقفه حسبما تقتضي مصلحته، غير ان التلون والتلوين سلوك انساني قديم. فقد عرف الانسان الالوان منذ القدم واستعملها لطلاء جسده، فزعماء قبائل الهنود الحمر ومحاربوها الاشداء ومثلهم سحرة القبائل الافريقية والآسيوية كانوا يطلون وجوههم واجسادهم بالاصباغ.
لقد عرف العرب وسواهم «الحنة» المستخرجة من النبات، ولم يقتصر استعمالها على النساء، فالرجال كانوا ولايزالون يحنون اقدامهم ولحاهم. غير ان المرأة لدى اغلب الامم بالغت في حرصها على التلون فالاجفان تطلى بالكحل الاسود، والجباه بالوشم الاخضر، والاكف بلون الحناء، والشفاه بلحاء الشجر (الديرم).
ومع تطور صناعة الزينة (المكياج) تطورت امكانيات التلوين حتى اصبحت المرأة العصرية تحمل في حقيبتها النسوية الصغيرة اصباغا تزيد على حاجة مهرج في السيرك. فطلاء للاظفار، وحمرة للشفايف، وقلم للحواجب، وبودرة للخدين.
شغف الكائن البشري بالالوان والتلوين منذ القدم ولم يكتف بجسده او اخفاء الشيب بصبغ شعر الرأس والشوارب، بل راح يطلي الجدران والاسقف، ويصبغ الاقمشة والزجاج، ويلون الاشياء من حوله حتى بلغ تلوين مواقفه حسب مصلحته.