بعد الهجمات الإرهابية الشرسة التي تعرضت لها الولايات المتحدة الأميركية عام 2001 وصف الرئيس بوش الابن الإرهاب بانه «عدو لا وجه له» وربما يكون ذلك وصفا دقيقا بالنسبة للرئيس الأميركي أو للعالم الغربي الذي يمثله، أما بالنسبة لنا نحن في منطقة الشرق الأوسط فذلك توصيف مضلل ومن الخطيئة تصديقه أو التعامل مع الإرهاب على أنه عدو لا وجه له او مجهول الهوية.
***
نحن نعرف وجه الإرهاب، ونحفظ ملامحه بسبب صلته اللصيقة بنا، أما التوهم بأننا نجهل الإرهاب فذلك من باب خداع الذات ويصب في صالح الإرهاب ويدعم أركانه، فالإرهاب هو ظلالنا التي تطاردنا وتقاتلنا ومن صالح شعوب المنطقة وحكوماتها الاعتراف بأنها تخوض حربا مع ظلالها المتوحشة التي تمكنت من الظهور في الظلام، كما الظهور تحت الشمس.
***
لقد توالد التعصب وتفاقم التطرف في مجتمعاتنا من أرحام الأفكار الجاهلة والمتفلتة من العقلانية حتى شهدنا تلك الأفكار المريضة تنعكس في ظلالنا وتجييشها ضدنا وضد العالم، وأمست البنادق فوق أكتافنا بعدد البنادق فوق أكتاف ظلالنا المتربصة بنا، فلا مفر من قتالها وتدميرها رغم صعوبة المهمة التي تتطلب من المقاتل مطاردة ظله وإلقاء القبض عليه.
***
الإرهاب باق ولن يزول وسيواصل حروبه ضدنا وضد العالم وربما انتصر علينا، مادمنا نمارس خداع الذات، ونخشى الاعتراف بأن في تجاويف عقلنا الباطن تحكمنا ثقافة شعب الله المختار وتنتشر أفكار القسوة والإقصاء والكراهية وسواها من الأفكار المتطرفة المتوحشة التي تغلغلت في أعماقنا حتى أضحت ظلال الشخص الطيب لا تتبع خطواته بل تتبع خطى الشرير.
www.salahsayer.com
salah_sayer@