صلاح الساير
تروي القصص الشعبية الفرنسية القديمة حكاية الثعلب الذي سئم طعامه، فهو لا يتقن سوى مطاردة الأرانب المريضة والدجاجات الضعيفة والديوك الهزيلة لذا طلب من احد الذئاب في الغابة تدريبه على طريقة مطاردة الخراف السمينة وافتراسها مثلما تفعل الذئاب.
وافق الذئب على طلب الثعلب وأشار عليه بالتخفي في جلد أخيه الذئب الذي نفق منذ
أيام، وراح يعلمه كيفية ترويع الأغنام ومناورة كلاب الحراسة والانقضاض على الفريسة، وبعد ان اجتاز الثعلب التدريبات الضرورية انطلق باتجاه القطيع متخفيا بجلد الذئب.
في بداية الهجمة تقافزت الخراف، وارتبكت الكلاب، وفر الرعاة تاركين للثعلب المستذئب نعجة كانت بعيدة عن القطيع وحالما هم صاحبنا بمهاجمتها سمع صياح ديك فاستدار يطارده تاركا للنعجة فرصة الهروب والنجاة.
معنى القصة التي وردت في الميثولوجيا الفرنسية واضح فالطبع يغلب التطبع والمقصود هو الإنسان وقد اتفقت معظم شعوب الأرض بمختلف ثقافاتها وأساطيرها حول هذا الوهم العنصري وذلك قبل سطوع مفاهيم الوحدة الإنسانية وضرورة تمكين الأفراد من الفرص المتاحة بصرف النظر عن أصولهم ذئابا كانوا أم ثعالب.