صلاح الساير
نتمنى لبعضنا البعض السعادة والفرح والخير فننتهز فرصة الأعياد الدينية والمناسبات الاجتماعية لنتبادل العبارة الشهيرة «كل عام وأنتم بخير» نقولها مشافهة أو مهاتفة أو كتابة عبر رسائل البريد أو الإيميل أو خدمة الرسائل القصيرة على الموبايل.
نتمنى السعادة والفرح لأنفسنا وللآخرين، غير أن المطالب والأهداف لا تتحقق بالأمنيات، فصاحب الذهنية الواقعة في أسر التفكير السلبي لن يفرح وإن أغرقته في بحر من السعادة، ومثله اللاهث وراء المادة أو المنصب أو نحوهما يبقى تعسا، فكلما حصل على شيء شعر بالحزن لأنه لم يحصل على الشيء الآخر، والبكّاء الشكّاء لن تجدي معه محاولات الفرح.
يحدث ان نضحك كثيرا لسبب ما، غير اننا سرعان ما نتراجع ونرسم الحزن على وجوهنا خوفا من حدث مقبل مرددين «اللهم اجعله خير» فنحن نخاف الحسد، ونخشى العين، تحاصرنا الريبة، ويطحننا الشره والطمع، لا نطالع الفقراء فنرضى ونحمد الله بكرة وأصيلا، بل نطالع الأثرياء لنبكي قلة البخت!
الفرح والحزن متوافران في السوق وكل يبحث عن سلعته المفضلة، وكل عام وأنتم بخير ورضا.