«بنت النوخذة» لا يعمل والدها نوخذة (قائد السفينة) في لهجتنا المحلية. والسبب بسيط وهو أن السيد الوالد! سمكة، كما هي ابنته سمكة «الفسكر» التي حملت هذا اللقب بسبب ألوانها الزاهية التي تشبه الثياب المطرزة والغالية التي لا تقتنيها سوى ابنة القبطان، لذا يمكن القول إن الأسماء أو الألقاب خداعة، وليس كل شخص حمل اسم «وسيم» أو «جميل» يتمتع بالوسامة والجمال، فليس بالضرورة أن يكون للمرء من اسمه نصيب. والسيدة فيروز تقول في أغنيتها الشهيرة «الأسامي كلام.. شو خص الكلام.. عنينا هني أسامينا».
****
المنشأ كذلك لا يعبر عن هويتك الحقيقية، فليس جميع الهنود يفضلون تناول الفلفل في طعامهم. والأسماء لا تعكس موطنك أو جنسيتك، فموطن الفول السوداني البرازيل، وفي مختلف الدول العربية عائلات تحمل اسم الجزائري والعراقي والمغربي والمصري وهي ليست كذلك، فالأسماء لا تمثل حقيقة الأمر. وأشير إلى «صابون الرقي» الذي كان البعض في الكويت يعتقد أنه مصنوع من قشور الرقي (البطيخ) وفي الحقيقة إنه يصنع من الزيوت، أما «الرقي» فنسبة إلى مدينة الرقة السورية التي يستورد منها الصابون.
****
زبدة الهرج، وخلاصة القول، وهدف المقال عروبة وإسلامية «داعش»، فكون هذا التنظيم الإرهابي يحمل راية الإسلام ويحتل أرضا عربية فذلك لا يعني بالضرورة أن يكون تنظيما عربيا أو إسلاميا، خاصة ونحن نعيش في زمن «الهمبكة»ونعرف ان أجمل وأشهر الأفلام التي صورت حياة الغرب الأميركي (الكاوبوي) هي من إنتاج إيطالي (!) وكان يتم تصويرها في إسبانيا حتى إنها حملت في أدبيات السينما اسم «السباغيتي الغربي» Spaghetti Western، وقد نكتشف مستقبلا أن علاقة «داعش» بالعرب تماثل علاقة تلك الأفلام الإيطالية بأميركا، الممثل معروف والمنتج ضمير مستتر تقديره.. «أكشن».
www.salahsayer.com
salah_sayer@