صلاح الساير
بلادنا، ولله الحمد، ولادة للمواهب الواعدة، متفردة بتأسيس المدارس الفكرية الصاعدة، فبعد ان تساقطت لغة الحوار السياسي في مستنقع الكلام، وتحولت المعارك الصحافية الى «هوشة صبيان» وصار «كلمن» يخلع على «كلمن» رداء الوطنية، تهاوينا في حفرة تفصح عن فرادة كويتية طازجة.
ففي بلادنا الرائدة صار الحوار خلط كلام و«معاياة»، والكلمة فصحى ومعناها «ان تأتي بكلام لا يهتدى له» فكل اختلاف في الرأي يفضي الى هرج ومرج، وأصبحت الكتابة «رماية على النيشان» او «تصويبا»، في ظاهرة فريدة لو اخضعناها للتحليل لادركنا انها اقرب للمسرحيات منها للمعارك الصحافية.
إن كتب احد الكتاب ينتقد مؤسسة ما، او وزارة ما، يعب عليه آخر بأنه لم يكتب عن بقية المؤسسات او الوزارات، وان كتب عن «الشمس» فهو متهم بأنه لم يكتب عن «القمر» اما اذا كتب ينتقد «السنيكر» فهو لا شك متواطئ مع «الكيت كات».
انها كتابات تشبه لعبة التصويب في مدن الملاهي، كل اصابة للهدف تمكنك من الحصول على نقطة اضافية فتربح الجائزة.
الف مبروك لبلادنا الرائدة.