صلاح الساير
كتبت هذا الأسبوع سلسلة عن الكتابة الصحافية في الكويت وأشرت إلى «حرب الكواتب» و«الرماية بالقلم» و«اللعب بالنار» واليوم أختمها بالإشارة إلى المقالات التي أضحت تفتقر إلى الموضوعية وتزخر بالشخصانية، فقلما نقرأ مقالا لكاتب يخلو من اسم شخصية ما، مدحا أو قدحا.
كلما تكاثرت أسماء الشخصيات العامة لدى كاتب من الكتاب ابتعد هذا الكاتب عن الموضوعية واقترب من الشخصانية سواء كان الشخص المعني زميلا أو سياسيا أو موظفا عاما، وذلك عيب مهني يجرح مصداقية الكاتب مثلما ينتقص من موهبته، في ظاهرة كويتية حولت القلم إلى «نباطة» تسعف في رمي الحجر لكنها لا تسعف في نفع البشر.
لقد تولدت هذه الظاهرة الصحافية الكريهة من رحم ظاهرة سياسية جرفت المجتمع الكويتي بأكمله نحو صخور التسييس، فالسياسة في الكويت «أو التناحر السياسي» سحابة عبوس ألقت بظلالها القاتمة على الرياضة والتجارة والتعليم وغيرها حتى طالت الصحافة.
كان ينبغي من الصحافة معالجة السياسة من أمراضها، غير أن العكس حدث، فالعدوى انتقلت من المريض إلى الطبيب الذي أمسى يداوي الناس وهو عليل.