بعد أن سبح العالم بأكمله مع موجة التحليلات، وسار مع تيار التوقعات التي ترجح نجاح هيلاري كلينتون مرشحة الحزب الديموقراطي واستمرار السياسة الأميركية الانسحابية بما يعرف بـ «عقيدة أوباما» فوجئ العالم بفوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب، فارتج الأمر على الجميع، وشرعت الدول والمنظمات والعصابات والميليشيات حول العالم في إعادة حساباتها ومراجعة الخطط البديلة.
فاضطربت الأسواق، وارتبكت الحكومات، واستبهم المشهد على المحللين، وأصيبت الميديا بدوخة، وأمسى العالم «مش على بعضه» حسب العبارة المصرية الشهيرة.
> > >
إنها الولايات المتحدة الأميركية (USA) الدولة التي أنشئت على أرض بعيدة تم اكتشافها وراء البحار فتسابقت إليها الدول الأوروبية ثم تنازعت عليها، قبل أن تتمازج فيها الشعوب الأوروبية لتشكل أمة حديثة وعظيمة في دولة استقلت عن العرش البريطاني عام 1776 وتوسعت بواسطة المفاوضات أو عن طريق الشراء (!) فاشترت لويزيانا من فرنسا وفلوريدا من إسبانيا، وألاسكا من روسيا، وضمت أوريغون من بريطانيا في ولايات متحدة شهدت عام 1861 انفصالا شكل دولة جديدة اسمها (الولايات الأميركية المتحالفة) اندلعت على اثره حرب أهلية ولدت من رحمها أميركا الحالية.
> > >
أمة عظيمة أرسلت رواد الفضاء إلى القمر ليغرسوا علم الدولة هناك، ويقوم أحدهم بإجراء مكالمة هاتفية مع الرئيس في كوكب الأرض. أمة جبارة ومبدعة، صنعت مكيف الهواء والصواريخ والتطعيم ضد الشلل ومولد الكهرباء والهندسة الوراثية وحبوب منع الحمل والكمبيوتر والهواتف الذكية، وتحصلت على النصيب الأكبر من الميداليات الذهبية في الأولمبياد ومثلها جوائز نوبل.
قوة قوية كسرت شوكة النازية وقهرت الشيوعية. تارة توصف بالشيطان الأكبر وتارة بلاد الأحلام.
ولأنها بلا تاريخ بسبب حداثتها ابتكرت لها بطلا قوميا مستقبليا يدعى الرجل الجبار.. سوبر مان.
www.salahsayer.com
salah_sayer@