نذم الكذب ونلعنه ليل نهار، ورغم هذا الموقف المتشدد من الكذب نكذب لأسباب مختلفة، منها الخوف والطمع والنفاق. وبعض الأكاذيب محمود أو إيجابي، لأن ليس كل ما يعرف يقال، والحقيقة في بعض الأحايين تتطلب الإخفاء أو التأجيل. وبعض الكذب يقال من باب التعفف، حين يعرض عليك أحد خدمة ما فترفضها وأنت في أمس الحاجة لها، وتبرر رفضك بكذبة. وأشهر الكذابين الأطفال والأزواج والسياسيون، وأخطرهم الذي يكثر من استعمال «سين التسويف» يعد الناس بكلمة «سوف» ولا يفي المخادع الكذوب بوعده. يطلق الوعود المعسولة والأماني الوردية وعند التنفيذ يروغ منك كما يروغ الثعلب.
> > >
أشهر من استعمل كلمة الكذب الألماني جوزيف غوبلز وزير الدعاية النازي القائل «اكذب اكذب حتى يصدقك الناس» والمقولة رائجة في العالم حتى اليوم، وذلك لطبيعة البشر الذين يصدق فيهم القول المأثور «التكرار يعلم الشطار» هذا في العصر الحديث، أما في العصور القديمة فقد عرف العرب «مسيلمة الكذاب» الذي ادعى النبوة، كما عرف الأطفال في جميع أنحاء العالم الدمية الخشبية «بينوكيو» الصبي الذي يطول أنفه كلما كذب، وهو بطل رواية كتبها الإيطالي كارلو كولدي عام 1988 وترجمت إلى 250 لغة وصارت موضوعا لأكثر من 24 فيلما سينمائيا و16 مسلسلا تلفزيونيا! وربنا يزيد.. ربنا يبارك.
> > >
يقول البعض إن قصة «بينوكيو» لها تفسير علمي، فعند الكذب يزداد ضغط الدم وتتهيج أنسجة الأنف وتتضخم، الأمر الذي يستدعي حك الأنف، فإذا رأيت شخصا يحك أنفه أثناء الحديث فاعرف انه يكذب. كما يؤكد العلماء أن الكذب أوله عسير وآخره يسير، فالذي يكذب يشعر بالانزعاج في البداية، ومع مرور الوقت يتبدد ذلك الشعور ويصبح المرء كذابا محترفا يكذب بصدق! ومن العبارات الدارجة في الخليج عبارة تصف الكذاب بأنه «يتقهوي على جناح رقيعي» وتعني أنه يؤكد للآخرين قدرته على شرب القهوة وهو يجلس على جناح رقيعي (طائر السنونو) المعروف بسرعة طيرانه غير المنتظم والمراوغ!
تنويه
100 عام للنفوذ البرتغالي في الخليج
في المقال السابق للزميل صلاح الساير، والذي نشر يوم الثلاثاء الماضي تحت عنوان «العنجريز.. عائدون»، ورد خطأ مطبعي، في جملة «استمر النفوذ البرتغالي الدموي في الخليج لأكثر من 10 أعوام قبل أن يحصل الإنجليز على موطئ قدم بعد معركة بحرية مع الأسطول البرتغالي في هرمز عام 1620». والصحيح أن النفوذ البرتغالي الدموي في الخليج استمر لأكثر من 100 عام، وهو ما ذكره الزميل الساير بالفعل في المقال المرسل من طرفه لكن وقع الخطأ في الطباعة.. لذا اقتضى التنويه.
www.salahsayer.com
salah_sayer@