www.salahsayer.com
@salah_sayerإن كانت البعرة تدل على البعير والأثر يدل على المسير، حسب العبارة الشهيرة المنسوبة للأعرابي حين سئل عن دليل على وجود الخالق، فإن عدد الميداليات الذهبية التي حصل عليها اللاعبون الروس في الدورات الأولمبية يدل على اهتمام الدولة الروسية بالرياضة والشباب. ذلك ان التفوق الرياضي في المجتمعات لا يأتي من فراغ أو بالمصادفة. وعلى المنوال ذاته يمكن القول إن كثرة أعداد الباحثين الأميركيين الفائزين بجوائز نوبل للعلوم، كثرة تدل على اهتمام الولايات المتحدة الأميركية بالعلم. وقديما قيل «من جد وجد ومن زرع حصد»، ولكل حدث محدث.
***
هذا حصاد الأمتين الأميركية والروسية. فماذا عن حصاد الدول العربية والإسلامية؟ ونحن نرصد الشبان في مجتمعاتنا وهم يتسابقون للانضمام إلى المنظمات الجهادية. لنسأل عن ماذا يشير ذلك التسابق أو هذه الظاهرة؟ فالسلوك المتطرف، كمثل الرياضة والعلوم، لا يأتي من فراغ بل يحتاج إلى رعاية من الحكومات التي لم تقصر والدليل الكثرة الكاثرة من المتطرفين. وهنا ينبغي ملاحظة أن رعاية التطرف لا تسقط أو يضعف دورها في حال كانت تتم بحسن نية، حيث لا حكومة في العالم تتقصد رعاية المتطرفين داخل حدودها لكنها قد توفر الرعاية دون علم أو دراية.
***
من يرفض التعميم ويقول إن التطرف أو العنف لا يشمل جميع العرب أو المسلمين الذين فيهم أبطال أولمبيون وباحثون علماء نحارير. نقول له إن التأمل ينبغي أن يكون في أهم عناصر الظاهرة وأبرز ملامحها. فالعلماء في أميركا وأبطال الرياضة في روسيا «ظاهرة» رغم انه ليس جميع الروس رياضيين وليس جميع الأميركان علماء. كما ألفت إلى أن الحصادين الأميركي والروسي المتمثلين في ظاهرة (العلم والرياضة) يرتبطان حكما وحتما مع توافر البيئة الحاضنة هناك. فالأسرة والمدرسة والنادي والجامعة والشارع والميديا وربما الكنيسة يشجعون ويرعون العلم والرياضة.. وكذلك نحن والحصاد المر! هل وصلت الفكرة؟