كان حرس الأسواق الكويتيون في الماضي يطلقون صيحة معروفة يتبادلونها في فترات متفرقة من الليل، هي كلمة «صاحي» التي كانت تحقق غرضين اثنين: الأول التأكيد لزملائهم أو رؤسائهم أنهم مستيقظون يقومون بواجب الحراسة ولم يستسلموا للنوم. والغرض الثاني تحقيق الأمن الاستباقي أو الاحترازي. ذلك ان تكرار هذه الصيحات المدوية في السوق طوال الليل يبث الرعب في قلوب المارة، ويسهم في ردع السراق وكل من في قلبه مرض، فيبتعد عن المكان أو يعدل عن فكرة السرقة بسبب الإحساس بهيبة الأمن المتمثل في حرس الأسواق المتواجدين في المكان.
> > >
ما يصح في الأسواق يصح أكثر في الدول. ذلك ان شعور الناس بقوة القبضة الأمنية في الدولة يسهم في تحقيق الأمن الاستباقي وتحصين البلاد من الانفلات الأمني. وكل من يعرف سيكولوجية الجماهير يعرف أن تراخي الدولة في تطبيق القوانين الحامية للوحدة الوطنية يشجع الناس على سلوكيات فوضوية قد تهدد السلم الاجتماعي بحجة «حرية التعبير وحقوق الإنسان أو ادعاء المظلومية» وسواها من مقولات حق يراد بها باطل. وعلى سبيل التذكرة نعيد إلى الأذهان كيف تطور حساب «كرامة وطن» وسواه من الحسابات المريبة وبسرعة قياسية من تغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي إلى فوضى عارمة في الشوارع كادت تأكل الأخضر واليابس.
> > >
لا توجد دولة في العالم تتمنى الاضطرابات الأمنية داخل حدودها. إلا أن ذلك ممكن الحدوث بفعل التحريض الخارجي والبطر الداخلي، خاصة من أولئك الذين لا يتفهون حلم الحاكم وجميل صبره. فلا ينفع معهم سوى المثل القائل «قابل صياح بصياح تسلم» حين تقوم القوى الأمنية بمخاطبتهم باللغة الوحيدة التي يفهمونها. ونتذكر الأحداث الدامية التي عصفت في مملكة البحرين قبل أن يهب الشعب البحريني البطل وقواته الباسلة بالمشاركة مع قوات درع الجزيرة وتمكنهم من استعادة الأمن وردع المشاغبين والخونة. وقديما قيل: ما حطت السلاطين إلا للشياطين!
www.salahsayer.com
salah_sayer@