عرفت صالات السينما في العالم سلسلة افلام Godzilla، وهي افلام سينمائية خيالية بدأت في اليابان عام 1954 على يد المخرج ايشورا هوندا، واستمرت شخصية الوحش الخيالي حتى يومنا وتحولت إلى مادة للمجلات المصورة والألعاب الالكترونية. والقصة الأولى تحكي عن «ملك الوحوش» الذي يخرج من جوف الأرض في اليابان بعد تجربة نووية فيقوم بمهاجمة المدن ويدمرها، والفيلم يندرج مثلما يبدو في خانة «الفن الامتصاصي» الذي يحول المخبوء في النفس البشرية إلى قصة سينمائية أو مسرحية يشاهدها الجميع، فيمتص ما في دواخلهم أو يفرغها من السخط أو الخيبة ويسهم بتطبيع علاقة الإنسان بمحيطه.
> > >
القصة تتحدث عن وحش اسطوري عملاق يشبه الديناصور، الأمر الذي استدعى تصوير هذا الوحش من خلال تجسيده في وقت لم تكن التقنيات الهندسية والإمكانيات الفنية قد تطورت مثلما هي عليه الآن، مما اضطر المخرج إلى تصنيع دمية ضخمة وزنها مائة كيلو غرام ليحركها شخص من داخلها. ولما كان من الصعب على الشخص التنفس، قام المصممون بتزويد البدلة من الداخل بأنبوب اوكسجين. وقد لعب هذا الدور الصعب ممثل ياباني اسمه هارو ناكاجيما، واستمر يؤدي مثل هذه الأدوار في 12 فيلما قبل ان يتوفى قبل ايام عن عمر 88 عاما حسب «رويترز».
هل أكتب عن الفيلم؟ الإجابة لا. بل أكتب عن اشهر وكالات الأنباء «رويترز» التي اهتمت بشخص مغمور (ممثل خفي) ونشرت خبر وفاته ونبذة عنه، وكأنه نجم النجوم في عالم السينما، رغم أنه لا يظهر على الشاشة ولا يعرفه احد، وقد لا يعلم جاره في السكن عن مهنته الحقيقية. في حين تغيب مثل هذه الأخبار عن وسائط الإعلام في مجتمعاتنا المتوعكة حيث الكاميرات والميكروفونات إما مخصصة للزبد الطافي فوق السطح او أنها تقارب الأخبار الحقيقية على نحو أعوج مثل خبر تفوق الطالبة المصرية في الثانوية العامة حين أصبحت مهنة والدها «البواب» الخبر الرئيسي لا خبر تفوقها.
www.salahsayer.com
salah_sayer@