www.salahsayer.com
@salah_sayerانتشرت على اليوتيوب مشاهد (ضاحكة) من برنامج تلفزيوني مصور في أوروبا لشخص يرتدي الثوب الخليجي ويضع لحية مستعارة، ويلقي حقيبة على الناس فيولون هاربين يحسبونه إرهابيا ويظنون أن الحقيبة تحتوي على متفجرات! ومن الأكيد المؤكد أن الزي والسمت الإسلامي لا يضيفان إلى المفاجأة أو الصدمة، فالناس بطبيعتهم يولون الأدبار في حالة إلقاء حقيبة غامضة عليهم من شخص مجهول، بصرف النظر عن ثيابه، ويبدو ان فكرة «الزي العربي» تولدت لدى المخرج نتيجة لطغيان الصورة العربية النمطية في ذهنيته، لهذا لم يختر زيا هنديا أو أفريقيا للممثل في المشاهد الكوميدية.
***
كان «الجهل والثراء والشبق الجنسي» من صفات الشخصية العربية في صورتها النمطية لدى الغرب ثم أضيف «العنف» لهذه الصورة بعد الجرائم التي ارتكبتها العصابات الإرهابية مثل داعش وتنظيم القاعدة، ولا أعتقد ان الغرب ألصق بنا صفة العنف من باب التجني، بل هي حقيقة ملموسة في مجتمعاتنا وحاضر في تفاصيلنا الجوانية، فنحن نمارس العنف يوميا في تعاملاتنا وحواراتنا وألفاظنا وفي تربية أولادنا، وفي أحزاننا وأفراحنا، فالعديد من الناس لا تكتمل أعراسهم دون إطلاق النار، كما يتجلى العنف بين سائقي السيارات في الشوارع العربية، وكذلك في الأغنيات قسوة تفصح عنها أغاني الهجر والبعاد والفراق، حيث تندر في عوالمنا الأغنية التي تتحدث عن الفرح والرضا بين الحبيبين.
***
سرعة الغضب، وضيق الصدر، وقلة الصبر، وغياب التروي والهدوء، صفات تتميز بها الشخصية الانفعالية المتوافرة في مجتمعاتنا بكثرة كاثرة، وتلك صفات غير موجودة في الشخصية اليابانية المعروفة بوداعتها أو الشخصية البريطانية المشهورة بالبرود، وألفت إلى أن الثقافة العربية كانت ولم تزل تعيد إنتاج العنف في مجتمعاتنا، فالأفلام السينمائية العربية المصرية التاريخية لم تخرج من دائرة العنف والحروب مثل فيلم «الناصر صلاح الدين» وفيلم «خالد بن الوليد» وربما كان ذلك بسبب الصراع العربي الإسرائيلي، وحين نقول الأفلام التاريخية نقصد «الإسلامية»، أما الفترة التي سبقت الإسلام فقد اهتمت السينما بقصة عنترة بن شداد وهو أيضا.. مهاوشجي ومقاتل وقبضاي!