بعيدا عن الشعارات التي تمجد الفنون والفنانين والإعلام والإعلاميين بوصفهم أصحاب رسالة (!) يبقى الفن والاعلام نشاط بشري عرضة للزلل والأهواء والتوجيه والاستغلال بهدف تحقيق اغراض تخدم هذا الطرف أو ذاك، سواء كان ذلك في عوالمنا المتخلفة أو حتى في العوالم المتقدمة في الدول الغربية.
وان كان الاعلام الغربي، على سبيل المثال، قد سعى طويلا إلى شيطنة الاعلام النازي في الحرب العالمية الثانية ودمغه بنشر الاكاذيب ولي عنق الحقائق، فهو ايضا يمارس تلك الموبقات المهنية والأخلاقية التي كان يمارسها «غوبلز» وزير الدعاية السياسية الالماني في عهد ادولف هتلر، و«اكذب اكذب حتى يصدقك الناس».
****
حول التقرير الذي نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» قبل أيام، وإشارتها إلى تسجيلات ضابط المخابرات المصرية وحديثه لمذيعين مصريين بخصوص نقل السفارة الأميركية إلى القدس وموقف الحكومة المصرية.
كتب الإعلامي السعودي اللامع عبدالرحمن الراشد يصف الصحيفة الأميركية بانها رغم سمعتها الرصينة «كمثيلاتها، تتشدد في التثبت من صحة الخبر متى ما رغبت، وتتراخى متى ما ناسبها ذلك»، وأضاف الراشد كلاما رشيدا بقوله: «هذا ما نراه في الخلاف مع الرئيس ترامب، الذي تحول إلى حملة شتم ورمي أوساخ، وخرجت التغطية عن أصول المهنة» ومثلما يبدو فان كراهية الاعلام الأميركي للرئيس أمست حربا مكشوفة مفضوحة.
****
المؤسسات الإعلامية والفنية الأميركية لم تشف حتى اليوم من صدمة فوز ترامب بالرئاسة.
فلم تزل التهويلات الإعلامية تصاحب أي كلمة يقولها الرجل في انحراف فاضح عن جادة النزاهة المهنية.
ومن يرصد حركة «الفن السابع» هناك يلاحظ أنها تذكي النار المستعرة بين الاعلام والرئيس ترامب.
فصناع السينما في هوليوود، فجأة، تذكروا الحروب التي دارت بين الصحافة والرئاسة في عهد نيكسون فامطروا السينما بأفلام (مسيسة) غزيرة، ليس آخرها فيلم the post الذي يحكي عن قصة معركة حدثت بين الصحافة والحكومة.
فعلى الشاشات والميديا الأميركية تدور رحى حرب باردة طاحنة وغير عادلة.
www.salahsayer.com
salah_sayer@