مغازلة الذكور للإناث بهدف التقرب إليهن ممارسة معروفة لدى جميع الكائنات على سطح الأرض بما فيها الإنسان الذي تفنن في طرائق الغزل وطوّرها.
ففي العصر الحجري كان الرجل (يقنص) المرأة ويختطفها مباشرة بدلا من تضييع الوقت في محاولة التقرب منها. حدث ذلك قبل ان تتمدن البشرية وتنقل الغزل إلى الكتابة الرومانسية.
وقد عرف العرب شعر الغزل. ومن أنواعه الشعر الفاحش مثل أشعار «عمر بن أبي ربيعة» أو الشعر العذري المنسوب لقبيلة «عذرة» ومنهم الشاعر «جميل بثينة» وقد حرص الشعراء العرب القدماء على نظم مقدمات غزلية في مطالع قصائدهم المنظومة لأغراض أخرى، والأشهر قصيدة (بانت سعاد) للشاعر كعب بن زهير في مدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
***
قبل ان يعرف الإنسان المقاهي والمولات كانت موارد المياه المكان الأفضل للمغازل حيث يتمكن الرجل من الاقتراب من المرأة بحجة جلب الماء من البئر، ويسمعها (كم كلمة حلوة) ومن إشارات الغزل المشهورة الغمز بالعين وهو تحريك الحاجب أو الجفن من عين واحدة.
وأعرف صاحب محل كان مصابا بمرض عصبي يجعل عينه اليسرى تغمز دون ارادته.
وكثيرا ما كان يقع في مشاكل مع الزبائن خاصة النساء اللاتي يحسبن انه يغازلهن. والمشكلة الأكبر ان المسكين لا يستطيع ان يثبت مرضه الذي تتوقف اعراضه حالما يتوتر المريض فتتوقف عينه عن الغمز!
***
بعد انتشار الهواتف في البيوت عرف الناس ظاهرة (الترقيم) في الأسواق حيث يطلب الشاب من الفتاة اخذ ورقة صغيرة كتب فيها رقم هاتفه من أجل الاتصال به.
ومع انتشار الهواتف المحمولة انتشرت رسائل البلوتوث خاصة في المقاهي حيث المقاعد متقاربة و(كلمن) يغازل (كلمن) حتى تطورت تكنولوجيا المعلومات وأمسى بمقدور المغازلجي أن يمارس هوايته عن بعد وهو جالس في بيته.
ذلك ان تطبيقات التعارف أصبحت تمكن مستخدمها من اختيار المرأة المطلوبة ومشاهدة صورتها ومواصفاتها قبل ان يرسل لها وردة حمراء أو قبلة افتراضية ساخنة!
www.salahsayer.com
@salah_sayer