خصر المرأة من أجزاء الجسد البشري المحظور على المرأة كشفها للآخرين في مجتمعاتنا لأنه يعتبر جزءا حساسا أو عورة لا يجوز أن يراها الرجال الأغراب، وكل امرأة تكشف عن خصرها أمام الناس تعتبر امرأة خليعة فاجرة ساقطة وملعونة. بيد أن ذلك لا يحدث في المجتمع الهندي أو سواه من المجتمعات الآسيوية المحافظة والتي ترتدي فيها النساء الفاضلات العفيفات زي «الساري» الذي يكشف عن خصر أو ظهر المرأة دون أن يرمز ذلك الكشف إلى الخلاعة أو الفساد أو التفاسير السيئة المتعلقة بالأخلاق.
***
دخل باحث في علم الإنسان «الانثروبولوجيا» إحدى القرى النائية في مجاهل غابات افريقيا وأجرى مقايضة مع فتاة عارية على أن يعطيها مجموعة من الخرز الملون وتعطيه القرط الخشبي المعلق في أذنها. وحالما سلمته القرط فرت لتختبئ بين الأشجار القريبة وتستر عورتها (!) كان القرط في منظومة اخلاق القرية وعاداتها وتقاليدها هو الغطاء الذي يستر عورة الفتاة العارية. وفي اسكتلندا يرتدي الرجال «تنورة»، وهو زي نسائي معروف لو ارتداه رجل في مجتمعاتنا لتم اتهامه بأقسى وأبشع الاتهامات رغم ان التنورة الأسكتلندية ليست بعيدة عن الإزار «الوزار» المعروف في بلادنا.
***
من ذات القماش يمكنك ان تصنع قماطا للطفل الوليد أو كفنا للميت. فلا يمكن للثياب أو الإكسسوارات ان تحمل معانيها الذاتية دون تدخل من الانسان الذي يضفي هذه الدلالات والوظائف والمعاني للأزياء والألوان. فصارت الراية البيضاء رمزا للاستسلام، والراية السوداء رمزا للفجيعة. والريش على رأس الهندي الأحمر رمزا للزعامة والقيادة. وبعد أن كانت القلادة تزين صدور الأبطال والفرسان في الأزمنة القديمة أصبح السلسال في عنق الشاب يرمز إلى تهتك الأخلاق والميوعة. وكأن الأشياء دون الناس بلا معنى. فنحن الأشياء، لا أحد سوانا.
www.salahsayer.com
@salah_sayer