انعقد قبل أيام في مركز جابر الأحمد الثقافي «ملتقى الكويت للاستثمار» الذي يهدف حسب إعلان «هيئة تشجيع الاستثمار المباشر» إلى إلقاء الضوء على «ما تتمتع به الكويت من عوامل جذب للاستثمار وما حققته بيئتها الاستثمارية في السنوات الأخيرة من تطور على مستويات التشريع والتنظيم»! الأمر الذي أشار إليه معالي وزير المالية في كلمة ألقاها أمام ذلك المؤتمر بقوله «إن المستثمر عندما يفكر في الاستثمار في موقع ما يجب أن يتوافر في ذلك الموقع نظام مؤسسي تنفصل فيه السلطات وتحكمه قوانين ودستور وهو ما يميز الكويت، كما أنه مكنها من العبور من العديد من الأزمات الاقتصادية».
***
هذا الكلام المنمق المطرز الجميل «عما يميز الكويت» قيل في المؤتمر المذكور أمام السادة الحضور حيث البخور والعطور والكاميرات تدور وحيث يعم الفرح والسرور. لكن ماذا عن داخل البيت؟ و«البيوت أسرار». أقصد ماذا يقال في الغرف المتخصصة وذات العلاقة بالاستثمار والتجارة والحركة الاقتصادية في البلاد؟ وعلى رأسها غرفة التجارة والصناعة في الكويت التي ذكرت، قبل أيام، في تقرير الجمعية العامة الرابع والخمسين «انه مر عامان كاملان على «وثيقة الإصلاح المالي والاقتصادي»، ويؤسفنا الإقرار بأن تنفيذ إجراءات الوثيقة جاء خجولا مترددا، وبأن نجاحها في تحقيق أهدافها جاء قاصرا عن المتاح، بعيدا عن الطموح».
***
أعيد التذكير بأن هذه الوثيقة الحكومية العتيدة التي صدرت عام 2016 والتي جمدتها الحكومة فيما بعد، أشارت إلى أن الإصلاح الاقتصادي ينبغي أن «يتضمن إصلاحات هيكلية وتشريعية ومؤسسية تضمن إيجاد بيئة استثمارية محفزة وجاذبة لرأس المال الوطني والأجنبي، حيث لم يعد ممكنا أو متاحا للدولة أن تؤجل استحقاق معالجة وضعها المالي والاقتصادي»! فإذا كان تشخيصنا «داخل البيت» للإصلاحات المأمولة والوعود المعسولة التي وردت في الوثيقة تشخيصا سلبيا ويصفها بالمترددة والخجولة والقاصرة والبعيدة عن الطموح. فهل تجدي المؤتمرات بجذب المستثمرين وإصلاح الأوضاع المالية والاقتصادية؟!
www.salahsayer.com
@salah_sayer